النجمة سامية أقريو: أنا سائقة ماهرة ولكن!

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 مارس 2019
النجمة سامية أقريو: أنا سائقة ماهرة ولكن!

واحدة من نجمات المملكة المغربية، التي تمتلك سجلاً حافلاً ومميزاً في عالم الفن العربي، المسرح، التلفزيون والسينما، بالإضافة إلى تميزها على صعيد الكتابة والإخراج. تحدثت اليوم عن علاقتها بالعالم السيارات، الذي يحمل قصة مثيرة وربما تكون مصدر إلهام لمن يخشى قيادة السيارة.

في البداية تحدث النجمة سامية عن الخطوة الأولى، حين استخرجت رخصة القيادة عام 1997، ولكنها لم تفكر في قيادة السيارة إلا بعد ثلاث أعوام كاملة، بعد التشجيع المستمر من زوجها، الذي كان يحاول مراراً وتكراراً معها، حتى أصبحت قائدة السيارات الأولى في العائلة، حتى في أيام السفر الطويل.

وأوضحت سامية: كنت أشعر بالحرية والقوة أثناء قيادة السيارة، وشعرت أنني سيدة نفسي وأنني أمتلك العالم وأنا أسافر في كل أنحاء المغرب، انطلقت في كل طرقات المغرب حتى حدث شئ غريب في عام 2015.

وأردفت قائلة: بدأت تحدث معي أمور غريبة لا أفهمها خاصة على الطريق، حيث شعرت بتعرق وخوف وفي بعض الأحيان أبطئ السرعة بشكل مفاجئ مع رعشة غريبة، وكنت أقول لنفسي في وقتها أن هذه الحالة نتيجة الضغط والتعب، فكنت أتوقف باستمرار وأغسل وجهي وأقرأ القرآن، وأكمل الطريق بخوف وتردد، وهنا أوجه نصيحة لكل السائقين، فأحياناً تحدث ربما أمور باطنية ونفسية تجعلنا نفقد السيطرة على أنفسنا، فنحن ضعاف رغم أننا قد نكون أمهر السائقين. فعلاً بدأت أعراض خفيفة ومتفاوتة في الزمن إلى حدود 2016 حين فقدت إحدى صديقاتي طفليها في حادثة سير مرعبة على، إثرها تُوِفِّيَ ولداها اللذان كانا في عمر أولادي، فكانت النقطة التي أفاضت الكأس ولم أعد أقود السيارة على طريق السيار لمدة عام كامل.

النجمة سامية أقريو: أنا سائقة ماهرة ولكن!

 لجأت للعلاج وخضعت لجلسات بالتنويم المغناطيسي بعدما نصحتني إحدى الصديقات بذلك؛ حيث يرتكز العلاج على إيقاظ الوعي الداخلي. عانيت الأمرّين، لم أعد حرة ومستقلة بل أصبحت عالة على عائلتي وأصدقائي، لا أستطيع أن أتحرك في السيارة، وهذا عذبني كثيراً أنا المعتادة على أن أكون القائدة دوماً في العمل.

حاولت مؤخراً أن أتجاوز عقدتي وأن آخذ السيارة، فآخر محاولة مع العلاج حثني فيها المعالج على أن آخذ سيارتي وأقود ولو لمدة ربع ساعة في الطريق السيار، وبالفعل كانت آخر رحلة في حياتي حاولت أن أسيطر فيها على تخوفاتي وألمي ونجحت بعدما قطعت المسافة القصيرة بين الرباط والبيضاء في أكثر من ساعة ونصف. تغلبت على الفوبيا تدريجياً، أسوق الآن بالتدريج لكنني أحتاط كثيراً وأسير ببطء. وأتفاعل مع الناس وأنصحهم باستمرار على احترام قانون السير.

وصلت في النهاية إلى حقيقة أن السرعة ليست مهمة في الحياة، ما يهم هو الوصول، ومن يريد الوصول بسرعة فعليه أن ينهض باكراً، أما السرعة فقاتلة ومدمرة لحيوات كثيرة. استعدت المقود؛ لكن بطعم آخر مشوب بالحذر والتأني والإيمان بأن طاقتي قد تخذلني، ويجب أن أسوق بهدوء وتركيز وبلا سرعة..

الجدير بالذكر أن الممثلة النجمة سامية أقريو انضمت عام 2016 في حملة التوعية بمخاطر حوادث السير وأخرجت مسرحية بعنوان: "على السلامة" وقدمت 44 عرضاً في كل أرجاء المغرب.