تجربة قيادة BMW X5 2019

خطوط خارجية أنيقة وعصرية، محرك بافاري متطور ومقصورة قيادة فاخرة... هل يكفي هذا لتعزيز موقع BMW X5 وسط المنافسة؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 18 يناير 2019 آخر تحديث: الأحد، 15 أغسطس 2021
تجربة قيادة BMW X5 2019

خلال تجربة قيادة BMW X5 2019 إكتشفنا أنه على الرغم من أن أكبر مثال على نجاح مركبة دفع رباعي متعددة الإستخدام هو الذي تمثله بورشه كايين التي أنقذت الصانع الالماني العريق من مشاكله المادية، ولكن قصة نجاح كايين لا يجب عليها أن تنسينا النجاح الكبير الذي عرفته BMW مع طراز X5 الذي وصلت مبيعاته منذ ظهور جيله الاول وحتى الأمس القريب أكثر من  2 مليون نسخة.

والجيل الأول الذي أبصر النور خلال العام 1999، فتح صفحة جديدة كلياً في تاريخ الصانع البافاري الذي لم يسبق له قبل ذلك أن خاض المنافسة مع الاخرين بسيارات تنتمي إلى  فئات غيرالكوبيه، السيدان والستيشن. فـ X5 كان هو الخطوة الأولى في الكروس أوفر أو الـ SUV، وفاتحة لبوابة ربح كبيرة وبداية لعائلة X التي أكتمل أفرادها من X1 وحتى X7... وبمتوسط سبع سنوات، عاش كل من الجيلين الأول والثاني، غير أن الثالث الذي ولد في 2013 لم يستمر سوى لخمس سنوات رغم أنه الأكثر مبيعاً على الإطلاق مع 760 ألف نسخة مباعة منها، ولكن لماذا قل عمره عن أسلافه؟ طبعاً ليس لشكله الذي ما زال براقاً ولا حتى لديناميكية أداءه الأكثر من جيدة حتى يوم، إنما للحفاظ على زخم المبيعات أولاً وإيقاف مد المنافسين ثانياً.

وبما أن مرسيدس كانت تعمل بجهد على تطوير الجيل الاحدث من GLE، وأودي حاضرة بقوة مع Q7 وفولفو تنعم بنجاحات جيدة مع XC90، لذا لم يكن هناك من مجال لترك أي فرصة أو للانتظار، لذا سرعت BMW من وتيرة العمل وأطلقت الجيل الرابع الجديد كلياً للعام 2019.

ما ساعد BMW على تسريع عملية تطوير الجيل الاحدث هو وجود قاعدة عجلات جديدة كلياً وجاهزة للمهمة بأفضل ما يمكن هي CLAR، التي تم استخدامها في كل من الأجيال الأحدث من الفئة الخامسة والفئة السابعة والشقيقة الأكبر X7 ووفرت هذه القاعدة المزيد من المساحات في المقصورة التي باتت أكبر من أي وقت مضى مع طول زاد بـ 42 ملم لقاعدة العجلات و36 ملم للطول العام، وعرض نال 66 ملم إضافية، كما حصل الارتفاع على 19 ملم ليحظى جميع الركاب بمساحات رحبة بامتياز.

وفي مقابل إعتماد الصانع البافاري عملية تطوير متحفظة بعض الشيء خلال الإنتقال من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث، فإنه إعتمد عملية تطوير ثورية مع الجيل الرابع الجديد كلياً الذي أتى مختلف بدرجة كبيرة بدءاً من شبكة التهوية الأمامية الضخمة وحتى الخطوط الأكثر جرأةً وشراسةً مع مصابيح أمامية جذابة للغاية وصادم مرسوم بإتقان.

وبشكل عام تعتبر مستويات الأناقة في X5 2019 عالية جداً إذ أنها تبدو بوضوخ على الخطوط الجانبية فيما تم تثبيت مصابيح خلفية جديدة كلياً، أكثر جاذبية من أي وقت مضى في فئة الكروس أوفر ، كما لا تعتبر امتداداً لتلك في الأجيال السابقة... ودائماً مع المصابيح ولكن الأمامية هذه المرة فلا بد من الإشارة إلى أنه يمكن طلبها معززةً بتقنية الليزر بدلاً من الـ LED الأساسية. وتمتاز المصابيح العاملة بتقنية الليزر العالية بقدرتها على إنارة ما يصل إلى 500 متر مقابل 300 متر للقياسية.

على صعيد آخر، تتوفر BMW X5 2019 بحزمتي تجهيز مختلفتين للغاية، الأولى هي X لاين التي تمتاز بقدراتها خارج الطرقات المعبدة مع خلوص أعلى، صوادم معدلة، حماية سفلية، عجلات قياس 19 بوصة مع إطارات عريضة الحواف، نظام خاص للسير وسط المسطحات المائية وحواف جانبية خاصة من الألومنيوم، ونظام اختياري للدفع الرباعي يأتي مع إمكانية قفل الترس التفاضلي الوسطي والاختبار ما بين الرمل، الحصى، الصخر أو الثلج.

أما الفئة الثانية فهي M سبورت، التي تفضل البقاء على الطرقات السريعة مع عجلات يتراوح قياسها بين 20 إلى 22 بوصة، مكابح M سبورت وغيرها من التجهيزات الرياضية.

من الداخل، فإن المقصورة وإن كانت لا تزال تعتمد نفس الفلسلفة الغير مفهومة من BMW خلال العقدين الأخرين والتي تفضل العملانية إلى أقصى الحدود دون أي إكتراث لما هو أنيق، إلا أنها لا تشبه نظيرتها لدى الجيل السابق بأي شيء تقريباً، أضف إلى ذلك أنها وعلى صعيد جودة المواد المستخدمة فيها فهي متطرفة إلى أقصى الحدود أي أنها عالية الجودة بشكل لا يصدق خاصة في هذه الفترة التي يجنح فيها العديد من الصانعين الأخرين نحو تجهيز مقصورات سياراتهم بمواد ذات جودة لا تليق أبداً بعلامتهم التجارية التي من المفترض أن تكون فاخرة.

على صعيد تجربة القيادة على الطريق فإن المشكلة التي تعاني منها X5 هي أنها تميل أكثر لأن تكون مريحة أكثر منها رياضية فرغم أن النسخة التي توفرت لنا خلال تجربة القيادة كانت مجهزة بمحرك الاسطوانات الثماني سعة 4.4 ليتر بقوة 456 حصاناً و650 نيوتن متر للعزم، أي الفئة الاقوى حالياً والتي من المفترض أن تكون الأكثر رياضية، إلا أنها لا توفر ذاك الأنخراط المثير بعملية القيادة الذي توفره شقيقتها الصغرى X3 بفئتها الاقوى والتي كنا قد وقعنا في غرامها من اللحظة الاولى عندما قمنا بقيادتها سابقاً.

ولكن وبغض النظر عن هذا الامر، وفي الختام هذه التجربة، لا يمكنني أن أنكر بأنني معجب بما تمكّن مهندسوBMW من تحقيقه مع هذه السيارة.