تجربة قيادة أودي تي تي أر أس ... سوبر رياضية بتكلفة منخفضة!!

في ساحة تستضيف كل من بورشه 718 كايمان وبي أم دبليو أم 2 هل تكون كلمة الفصل لـ أودي تي تي أر أس؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 11 سبتمبر 2017 آخر تحديث: الإثنين، 09 نوفمبر 2020
أودي تي تي أر أس 2017 وأول تجربة قيادة في الشرق الاوسط

عندما تختار تزويد سيارتك بمحرك مثبّت في الأمام، فإنّ ذلك يعني البقاء تحت رحمة إنزلاق المحور الأمامي عند المنعطفات بسبب الوزن العالي لمقدمة السيارة، ولكن أودي عالجت هذا الأمر ... 
 
لها:
مقصورة قيادة رحبة
قوة عالية
صوت محرك مثير
جودة عالية

 
عليها:
لا توفر نفس الإنخراط بعملية القيادة الذي يتوفر لـ بورشه
تي تي بالإجمال تفقد شخصيتها التصميمية المميزة جيلاً بعد جيل

 
 
تُعتبر الفئة التي تنافس أودي تي تي أر أس فيها فئة المدخل إلى عالم السيارات الرياضية الساحر كونها توفر للسائق سيارة تتمتع بجرعات مخففة من أكسير السيارات السوبر رياضية ولكن بتكلفة منخفضة لا تزيد عن نسبة 40 بالمئة من السعر الذي يتوجب عليك دفعه للحصول على سيارة من عيار الشقيقة أودي أر 8، ولهذا فإنّ شريحة المستهلكين الذين تحاول سيارتنا اليوم إستقطابهم هي الشبان المتخرجين حديثاً والذين تسمح لهم رواتبهم بالحصول على سيارة ترضي نبض الشباب الذي يسري في عروقهم دون أن تسمح لهم بأن يمتلكوا سيارة إضافية إلى جانب تي تي أر أس كي تلبي إحتياجاتهم اليومية لوسيلة نقل عملانية، وبالتالي فإنّ هذه السيارة السوبر رياضية الهوى المنخفضة الكلفة (نسبياً) التي نتحدث عنها يجب أن توفر أيضاً إمكانية الإستخدام اليومي. وهنا تبرز أهمية تي تي أر أس، فإذا نظرنا إلى ما يتوفر في الأسواق حالياً نجد أنك إذا ما قررت إنفاق مبلغ يدور في فلك الـ 80,000 دولار يمكنك أن تتلقى عروض من قبل بي أم دبليو أم 2، بورشه كايمن وسيارتنا اليوم، أي أودي تي تي أر أس. وبذلك، وإذا وقع خيارك على البافارية فإنك ستحصل على سيارة تتمتع بأداء رياضي مثير وعملانية عالية داخل المقصورة (العملانية هنا نسبية وتعني مقاعد خلفية يمكن أن تتسع لأولاد صغار وصندوق خلفي يتسع لكمية مقبولة من الأمتعة) ولكنك لن تحصل على سيارة تتمتع بخطوط مثيرة. فرغم الأكتاف العريضة والصادم الأمامي الهجومي، إلا أنّ BMW M2 تبقى سيارة كوبيه تحمل تصميماً تقليدياً بشكلٍ عام، وبالمقابل تستلم بورشه كايمن الضفة المعاكسة، فهي تتمتع بقالب رياضي مثير يجعلها تتشابه مع السيارات السوبر رياضية، وقلب يحتوي على محرك مثبّت بالوضعية الوسطية المثالية من الناحية الديناميكية، إلا أنها لا توفر أي مستويات عملانية تذكر مع مقصورة قيادة لا تحتوي سوى على مقعدي السائق والراكب الأمامي وصندوق أمتعة أمامي بالكاد يتسع لحقيبة يد متوسطة الحجم. أما أودي TT RS فتجمع بفضل محركها المثبّت في الأمام (فوق المحور الأمامي تحديداً) بين عملانية المقصورة الداخلية الرحبة نسبياً والصندوق الخلفي الواسع وبين الأداء الرياضي المثير الذي يوفره محركها النابض بقوة 400 حصاناً.
 
وعندما تختار تزويد سيارتك بمحرك مثبّت في الأمام كي تحصل على مستويات العملانية التي ذكرناها فإنّ ذلك يعني البقاء تحت رحمة إنزلاق المحور الأمامي عند المنعطفات بسبب الوزن العالي لمقدمة السيارة. ولكن مع أودي وكي تعالج هذا الأمر، صنعت محرك تي تي أر أس من مادة الألومنيوم، الأمر الذي ساهم بخفض وزنه بمقدار 26 كلغ ليقوم جهاز الدفع الرباعي المتطور بمعالجة ما تبقى من أثر سلبي للوزن الأمامي المرتفع عبر توزيع عزم المحرك بين العجلات الأربع بشكلٍ يعوض أي نقص ديناميكي ويحافظ على التماسك العالي للسيارة، علماً أنّ النظام بإمكانه إرسال كامل عزم الدوران إلى العجلات الخلفية عند الضرورة.
 
وبمناسبة ذكر المحرك، لا بد من الإشارة إلى أنه يتألف من خمس أسطوانات سعة 2.5 ليتر مع شاحن هواء توربو يولد قوة 400 حصاناً مقابل عزم دوران أقصى يبلغ 480 نيوتن متر تصل إلى العجلات الأربع الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب مع قابض فاصل مزدوج يسمح لها بأن تنطلق من حالة التوقف التام وصولاً إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3.7 ثواني قبل أن تتابع طريقها إلى سرعة قصوى تبلغ 250 كلم/س يمكن عند الطلب رفعها لتصبح 280 كلم/س.
 
وبما أنه مع القوة الخارقة تأتي المسؤولية الكبيرة، لذا تمّ تزويد أودي TT RS بمكابح عالية الفعالية مع أقراص قياس 19 بوصة قادرة بكل ثقة على لجم السيارة عند الإقتراب من المنعطفات، أو في حالات الطوارئ التي تتطلب التوقف من سرعة عالية بمسافة قصيرة.
 
ورغم أنّ أودي تي تي أر أس تأتي مجهزة بجناح خلفي ثابت يميزها ويعزز من تماسكها عبر تأمين قوة ضغط هوائي من الأعلى إلى الأسفل، إلا أنّ نسختنا كما تلاحظون من خلال الصور المرفقة لم تأتي مجهزة بهذا الجناح، وهذا في الحقيقة ما أسعدني، نعم أسعدني ليس لأنني لا أحبذ فكرة الحصول على تماسك إضافي بفضل ضغط هوائي، بل لأن هذا النوع من الأجنحة الثابتة تفسد تناسق خطوط السيارة وأناقة تصميمها، علماً أنني لا أعتقد بأنّ لهذا الجناح الإضافي الثابت أثر إيجابي على صعيد الديناميكية أكثر مما يمكن للجناح المتحرك المدمج ضمن جسم السيارة أن يوفره، خاصةً أنّ الأخير لا يؤثر على مستويات إنسيابية السيارة في المقاطع المستقيمة كونه يكون موضباً في مكانه في هذه الحالة.
 
من الداخل، لا تختلف مقصورة قيادة تي تي أر أس عما يتوفر للفئات التقليدية من السيارة، ما عدا بعض التفاصيل البسيطة التي تدل على هوية السيارة المتطرفة رياضياً (أي شعارات أر أس)، ولكن الأهم يبقى مستويات الرحابة (نسبياً) التي تتوفر للسائق الراكب الأمامي وطبعاً الأولاد في الخلف.
 
وتنسحب هذه الرحابة على صندوق الأمتعة الذي يُعتبر بمساحته أكثر مما تتوقع في سيارة بحجم وفئة سيارتنا اليوم.
 
وقبل الختام، وقبل القول بأنّ تي تي أر أس تُعتبر خياراً مثالياً بالنسبة لمن يرغب بالحصول على سيارة سريعة أنيقة رياضية الهوى وعملانية يمكن إستخدامها بشكلٍ يومي، لا بد من الإشارة إلى أنها تتمتع أيضاً بصوت عادم مثير يمكن تعزيزه عند تفعيل عمل نظام العادم الرياضي.