سحر على الأسفلت !!!

تجربة قيادة أستون مارتن DBS سوبر ليجيرا وفانتيج V8

  • تاريخ النشر: الأحد، 16 ديسمبر 2018 آخر تحديث: الخميس، 09 أبريل 2020
سحر على الأسفلت !!!

وق مسارات جبل حفيت المتعرجة والمثيرة إنطلقنا صبيحة يوم أحد على متن سيارتين من السيارات التي يصح وصفها بأنها ساحرة ذات العجلات الاربع أستون مارتن DBS سوبر ليجيرا و V8 فانتيج.

سحر على الأسفلت !!!
في البداية وعلى من V8 فانتيج، ستجد نفسك مع سيارة لا تضحي كثيراً في مجال الراحة ولكنها تعشق المنعطفات السريعة. فبفضل حجمها المدمج نسبياً ومحركها المستعار من طراز AMG GT (بعد إخضاعه لتعديلات خاصة من قبل مهندسي أستون مارتن) فإنها تقوم على مبدأ الفعالية الديناميكية القصوى، إذ يعمل الجنيح الفاصل الأمامي على توجيه تدفق الهواء نحو أسفل السيارة، حيث يقوم نظام من الحواجز بإرسال هواء التبريد إلى الأماكن التي تتطلب وجوده، كما يضمن تغذية الناشر الخلفي بتدفق هوائي نظيف. ويؤدي تصميم الناشر إلى تشكّل منطقة من ضغط الهواء المنخفض، وفي ذات الوقت يمنح الاضطرابات الناجمة عن العجلات الخلفية من إعاقة تدفق الهواء الخارج من منتصف وأسفل الجزء الخلفي للسيارة.

سحر على الأسفلت !!!
وجنباً إلى جنب مع الشبكات الجانبية الجديدة المدمجة على جسم السيارة، والتي تقوم بتخفيف ضغط الهواء ضمن أقواس العجلات الأمامية، وغطاء الحجرة الخلفية المرفوع للأعلى بصورة واضحة، تولد السيارة مستوى كبير من قوة الضغط نحو الأسفل.

سحر على الأسفلت !!!
وبعيداً عن موضوع الشكل الخارجي وعلى الصعيد الميكانيكي، يُعتبر محرك أستون مارتن ذو الأسطوانات الثماني مع شاحن هواء توربو المزدوج الجديد والمصنوع من الألومنيوم بسعة 4.0 ليتر بمثابة القلب النابض للسيارة. ومع تثبيته في وضعية منخفضة وإعادته إلى مؤخرة الهيكل قدر الإمكان من أجل الوصول إلى مركز الجاذبية الأمثل والتوزيع المثالي للوزن بنسبة 50:50، يقوم هذا المحرك بخفض مستوى انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى 245 غرام لكل كيلومتر، في الوقت الذي يولد فيه قوة 510 أحصنة عند سرعة دوران محرك تبلغ 6000 دورة في الدقيقة و685 نيوتن متر بين 2000-5000 دورة في الدقيقة. ومع وزن صافٍ يبلغ 1,530 كلغ، تتمتع السيارة بنسبة القوة إلى الوزن جيّدة جداً، وهو أمر يظهر بكل وضوح كلما ضغط السائق على دواسة الوقود، وهذا ما لاحظناه بوضوح خلال القيادة على الطرقات المتعرجة التي تتطلب من السيارة أن تكون متوازنة بنسبة كبيرة، وهذا تماماً ما هي عليه فانتيج.

سحر على الأسفلت !!!
ويقوم المحرك بإرسال قوته وعزم دورانه إلى العجلات الخلفية عبر علبة تروس من ثماني نسب أوتوماتيكية مثبّتة في الخلف بهدف تعزيز كفاءة توزيع الوزن، وبالتالي تعزيز القدرة على التسارع من حالة الثبات إلى سرعة 100 كلم/ س في غضون 3.6 ثانية فقط وبلوغ سرعة قصوى تزيد عن 300 كلم/س، توظف السيارة مجموعة متطورة من الأنظمة الإلكترونية المتكاملة لتوفير أقصى قدر ممكن من التحكم ومتعة القيادة. وتشتمل هذه الأنظمة على كل من نظام التحكم الديناميكي بالثبات ونظام توجيه عزم الدوران الديناميكي. وتميز نظام التوجيه الكهربائي القائم على السرعة بإمكانية إدارة من 2.4 دورة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مما يمنح السيارة مزيجاً رائعاً من الاستجابة السريعة والتحكم الدقيق والسهل.

سحر على الأسفلت !!!
ولتعزيز هذا الأمر، تمّ تجهيز فانتيج بترس تفاضلي خلفي إلكتروني يرتبط بنظام التحكم الإلكتروني بالثبات في السيارة، بحيث يمكن له تحليل سلوك السيارة والتفاعل تبعاً لذلك من أجل توجيه قوة المحرك إلى العجلة المطلوبة، ويمكن لهذا الترس التفاضلي الانتقال من حالة الفتح الكامل إلى القفل الكامل في غضون أجزاء من الثانية، ومن شأن هذا الأمر أن يجعل السيارة تقدم مستوى أعلى من الشعور بالاستقرار والثبات سواء من حيث الاستقرار في القيادة ضمن خط مستقيم، أو بالنسبة للأداء خلال إجتياز المنعطفات.

سحر على الأسفلت !!!
داخل مقصورة V8 فانتيج، لا بد من الإشارة إلى أنّ الاخيرة تتمتع بتصميم مميز يمكن ملاحظته مباشرةً عند فتح الأبواب والدخول إلى المقصورة، مع وضعية قيادة رياضية تبتعد كل البعد عن الخطوط الطويلة والدائرية لتُبرز الخطوط الحادة المركزة التي تعكس الطبيعة الأكثر قوةً للسيارة، كما يساهم الذكاء التصميمي للمقصورة في تحقيق مكاسب مهمة على مستوى مساحة الركاب وتحسينات كبيرة بالنسبة لمساحة الرأس قياساً بالطراز السابق. وتمّ استخدام تشكيلة من مفاتيح التبديل الدوّارة بالنظر إلى سهولة استخدامها وفعاليتها. وبالمثل، تمّ نقل أزرار التحكم بعلبة التروس من القسم الأعلى للكونسول الوسطي إلى تشكيل مثلثي من أجل توزيع ضوابط التحكم الرئيسية ضمن قطاعات واضحة ومحددة. وعلاوةً على ذلك، توفر المقصورة الداخلية مساحة تخزين كبيرة مع المساحة القابلة للاستخدام خلف المقاعد ومناطق التخزين الكبيرة ثنائية المستوى.

سحر على الأسفلت !!!
وبالإنتقال إلى مقعد السائق على متن  DBS سوبر ليجيرا سرعان ما سيكتشف السائق بأنه أبرز ما يميز هذه السيارة هو المحرك الذي يتألف من 12 أسطوانة سعة 5.2 ليتر (تبلغ سعته 5,204 سنتيمتر مكعب) يولد قوة 715 حصاناً على سرعة دوران محرك تبلغ 6,500 دورة في الدقيقة تترافق مع عزم دوران أقصى يبلغ 899 نيوتن متر على سرعة 1,800 دورة في الدقيقة.
وتصل هذه القوة وذلك العزم إلى العجلات الخلفية الدافعة عبر علبة التروس الجديدة من النوع المدروس بعناية فائقة. ورغم أنها نفس علبة التروس المستخدمة في العديد من السيارات الرياضية الأخرى، إلا أنّ أستون مارتن بذلت مجهوداً كبيراً بهدف جعلها تتطابق مع تركيبة DBS سوبر ليجيرا الميكانيكية. أما الهدف الذي سعت إليه الشركة من خلال هذه العلبة الجديدة المؤلفة من ثماني نسب فهو ليس الاقتصاد في استهلاك الوقود، بل رفع التأدية، إذ باتت السيارة معها قادرة على بلوغ سرعة 339 كلم/س بعد أن تكون قد انطلقت من صفر إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3.4 ثواني.

سحر على الأسفلت !!!
وبالرغم من مظهرها الحديث وتصميمها وهندستها العصرية، تستحضر DBS سوبر ليجيرا بفخر التاريخ العريق لأبرز إنجازات أستون مارتن وأصعبها وأكثرها شعبيةً في الماضي. وبمزيج بين الأبعاد السخية والقوة واللمسات الرياضية المتميزة، تتألق DBS سوبر ليجيرا بلغة تصميم استثنائية واضحة، حيث تجتمع الخطوط المنحنية الراقية لتلائم متطلبات الإنسيابية المتطورة، ما يمنح السيارة شكلها الأنيق والانسيابي، ويعزز من ثباتها على الطريق.

سحر على الأسفلت !!!
في الداخل لا بد من الإشارة إلى أنّ النقطة التي تسجل لصالح أستون مارتن هو أنها تتمتع بمقصورة ركاب موضبة من أجود أنواع المواد، كالجلد الطبيعي الذي يصل إلى كل مكان في المقصورة. كما يمكن طلب السيارة بحزمة خاصة تُضفي إلى المقصورة لمسة رياضية معزّزة بمادة ألياف الكربون التي تمتد أيضاً إلى الخارج لتحتل كل من السقف، عاكس الهواء الأمامي، بعض أجزاء الصادم الخلفي المعزز أيضاً بعاكس هواء مدمج والمرايا الخارجية.
ويُعتبر هيكل السيارة الأكثر تطوراً بين أجيال هياكل الألومنيوم الخفيفة الوزن، والتي ظهرت للمرة الأولى على سيارة DB11، مع شرائح تحميل مزدوجة في الأمام ونظام متطور متعدد الوصلات في الجزء الخلفي. وتمّ تزويد أحدث جيل من نظام التخميد المتكيّف كميزة قياسية، مع أجهزة استشعار تستكشف ظروف القيادة السائدة، فضلاً عن متطلبات السائق من السيارة. وتتمتع السيارة بخيار من ثلاثة أنماط قيادة مختلفة يمكن للسائق اختيارها وفقاً لاحتياجاته.

سحر على الأسفلت !!!
على الطريق، وعند الضغط بقوة على دواسة الوقود لا يحدث شيء لبرهة من الزمن، ثم تستيقظ أسطوانات المحرك الـ12 بشكلٍ مفاجئ موفرةً القوة بشكلٍ تدريجي، وهذا ما يجعلك تستمع بشكلٍ كبير في كل مرة ترغب فيها بالتسارع في خط مستقيم. فضلاً عن ذلك، فإنّ علبة التروس الجديدة التي تتألف من ثماني نسب أوتوماتيكية باتت توفر تعشيقاً أفضل بكثير من السابق، أما جهاز التعليق الذي نال بعض التعديلات التي جعلته أكثر قساوة من السابق، وهذا ما ساهم بطبيعة الحال بتحسين مستويات التماسك، فهو لا يزال يوفر مستويات خمد مقبولة تسمح بإستخدام السيارة لمسافة طويلة دون أن يشعر ركابها بأي ألم في الظهر.
 وبعد أن إنتهينا من قيادة كل من فانتيج V8 وDBS  سوبر ليجيرا على طرقات جبل حفيت المتعرجة بشكلٍ مكثّف توجب عليّ إستخدام الأولى كوسيلة نقل تنقلني من هناك في طريق العودة إلى دبي، وعندها تمكّنت من ملاحظة مدى تناسب هذه السيارات مع ظروف القيادة لمسافات طويلة رغم أنها مصممة بالأساس لتكون رياضية أكثر منها وسيلة نقل مريحة.