نيسان أكس ترايل ... التوليفة الناجحة

بخطوطها الأنيقة التي تتبع نمطاً عائلياً يجمعها بشقيقاتها من إنتاج نيسان، ومقصورة قيادة رحبة توفر عملانية عالية، تطمح أكس ترايل الجديدة لمتابعة مسيرتها في الاسواق بزخم أكبر.

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 آخر تحديث: الإثنين، 09 نوفمبر 2020
نيسان أكس ترايل ... التوليفة الناجحة

لها:

تصميم خارجي أنيق

مقصورة رحبة عالية الجودة

عليها:

علبة تروس CVT

عندما أعادت نيسان تصميم مركبتها الكروس أوفر الذكية أكس ترايل خلال العام 2015، وفّرت لها الصانعة اليابانية تصميماً جديداً إكتسب المزيد من الجمال، الأمر الذي حوّلها من مجرد سيارة عادية إلى واحدة تتمتع بخطوط تنساب ضمن سلسلة من التموجات التي تحاكي نمط التصميم الجديد الذي تتبعه اليوم معظم شقيقاتها من إنتاج نيسان، فضلاً عن أنها باتت تتمتع أيضاً بمقصورة قيادة رحبة تُعتبر من الأكبر في فئتها. أما اليوم، ورغم هذا الأمر المعزز بنجاح كبير تتمتع به السيارة في الأسواق العالمية، إلا أنّ نيسان التي تؤمن بأنّ خير وسيلة للدفاع هي الإستمرار بالهجوم، قررت إخضاع السيارة لعملية إعادة تصميم وإطلاقها مجدداً بحلة مجددة.
في البداية وعلى صعيد التصميم الخارجي، وبما أنّ الجيل الحالي من أكس ترايل يتمتع بتصميم أنيق لا يخلو من لمسات الجمال، لم تجد نيسان أي ضرورة لإحداث ثورة في هذا المجال، إلا أنها وفّرت للخطوط الخارجية المزيد من الحضور عبر تعديل شكل شبكة التهوية الأمامية بشكلٍ يجعلها تتقارب أكثر مع لغة التصميم الجديدة للشركة، فضلاً عن تعزيز المصابيح الأمامية العاملة بتقنية الـ LED ومصابيح الضباب المثبّتة في الصادم الأمامي التي أصبحت تتمتع بتصميم مستطيل مع حماية بإطار من البلاستيك الذي يتناغم بلونه مع لون جسم السيارة.
القسم الجانبي للسيارة لم يعرف الكثير من التعديل بالمقارنة مع الصيغة السابقة للجيل الحالي، إلا أنّ المؤخرة نالت نصيبها عبر مصابيح توقف بتصميم جديد.
على الطريق وفيما يتعلق بتجربة القيادة، لا بد لي أن أشير أولاً إلى أمر مهم وهو أنه يتوجب على أي صحفي عندما يجلس خلف مقود سيارة ما بهدف إختبارها أن يتحدث بتجرد عن ما تتمتع به من مواصفات أو نمط قيادة تبعاً للفئة التي تنتمي إليها السيارة وشخصيتها الخاصة، وذلك دون أن يقع في فخ الإعتماد بحكمه على ما يرغب بالحصول عليه في كل سيارة، فإذا كان يحب السيارات الرياضية مثلاً لا يتوجب عليه إصدار حكم سلبي على سيارة إقتصادية لأنّ علبة تروسها لا تتمتع بنقاط تعشيق تسمح بإستخدام كامل طاقة المحرك، أو أنّ نظام تعليقها لا يسعفها خلال إجتياز المنعطفات بسرعاتٍ عالية، وفي المقابل لا يتوجب عليه أيضاً إصدار حكم سلبي على سيارة رياضية فقط لأنها لا تتمتع بنظام عرض معلومات لوحة القيادة على الزجاج الأمامي أو أنّ جهاز الملاحة فيها غير دقيق.
هنا وإنطلاقاً مما ذكرت، وعلماً أنّ اليوم الذي سبق توجهي إلى لبنان للمشاركة بحفل إطلاق السيارة الجديدة شهد تجربتي لسيارة تنتمي إلى فئة أعلى من الفئة التي تنافس أكس ترايل فيها، أي أنني إنتقلت مباشرةً من سيارات تشكّل قيادتها تجربة فخامة مميزة على الطريق، إلى سيارة عائلية تهدف أولاً وأخيراً لتوفير وسيلة نقل مريحة لعائلة تتألف من أب، أم، ثلاثة أولاد من الحجم الكبير وولدين من الحجم الصغير، وهنا وجدت أنّ أكس ترايل توفّر ما صُممت لأجله بنجاحٍ كبير، إذ أنها تتمتع بإنقيادية مريحة تتوفر من خلال جهاز تعليق مستقل في الأمام ومتعدد الوصلات في الخلف، مقود دقيق يوفّر نسبة لا بأس بها من الشعور بالمحمور الأمامي وعلبة تروس رغم أنها تنتمي إلى عائلة CVT، إلا أنها تُعتبر جيّدة بالإجمال وتعمل بشكلٍ يجعلك تنسى أنها تعتمد تقنية التغيير المستمر. أما بالنسبة للقوة البالغة 169 حصان والتي تنقلها علبة التروس هذه إلى العجلات الدافعة، فهي تولد من خلال عمل محرك يتألف من أربع أسطوانات سعة 2.5 ليتر مثبّتة بوضعية متتالية يتعاون مع علبة التروس على توفير خاصية لجم سرعة السيارة عند الحاجة خلال إجتياز المنعطفات أو الرغبة بإيقاف السيارة بسرعة.
وفي السياق الميكانيكي نفسه، نشير إلى أنّ نظام الدفع في أكس ترايل يوفّر ثلاث وضعيات يمكن الإختيار فيما بينها عبر مفتاح دوار مثبّت في الكونسول الوسطي، وهي وضعية الدفع بعجلتين، وضعية الدفع بأربع عجلات التي يعمد النظام من خلالها إلى مراقبة كل من نسبة الضغط على دواسة الوقود، سرعة المحرك ومقدار العزم المولد كي يتجنب حدوث دوران لإحدى العجلات حول نفسها وبالتالي توزيع العزم بالطريقة الأفضل بين المحورين الأمامي والخلفي وصولاً الى سرعة 80 كلم/س، أما عندما تتجاوز السيارة هذه السرعة فيرد النظام عندها على دوران إحدى العجلات حول نفسها عبر تحويل العزم إلى الخلف. وللإستفادة إلى أقصى الدرجات من نظام الدفع الرباعي فوق الأسطح الزلقة، يمكن إختيار وضعية حجز المحور.
ولتعزيز مستويات التماسك، تمّ تزويد أكس تريل بنظام نشط للتحكم بالمسار، يعمل من خلال مستشعرات على قياس سرعة السيارة، زاوية المقود ونسبة الضغط على دواسة الوقود أو المكابح، ثم كبح كل عجلة على حدا لمقاومة إنزلاق المحور الأمامي خارج المنعطف، وبالتالي مساعدة السائق على توجيه السيارة داخل المنعطفات، علماً أنّ اكس تريل تستفيد أيضاً من نظامي المساعدة على الإنطلاق من المرتفعات والمساعدة على النزول نحو المنحدرات.
وبمجرد تأمل خطوط السيارة الخارجية، لا سيما أبعادها التي تبلغ 4,640 ملم للطول مقابل 1,820 ملم و1,710 للإرتفاع مع قاعدة عجلات يبلغ حجمها 2,705 ملم، تُدرك أنّ الأخيرة توفّر مقصورة قيادة رحبة تتسع لخمسة أشخاص على صفي مقاعدها الأول والثاني، بالإضافة إلى ولدين على صف المقاعد الثالث القابل للتوضيب. أما لوحة القيادة، فرغم أنها تتخلف من ناحية التصميم عن ما يتوفر للشقيقة الأكبر باثفايندر، إلا أنها مصنوعة من مواد بدت لنا أكثر رقياً وجودة.
وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أنّ الإضافة الجديدة التي وفّرتها نيسان لمقصورة أكس ترايل هو توفرها إختيارياً مع كساء جلدي بلون التان، أو البني الفاتح، وهذا من شأنه أن يرفع من مستوى السيارة ويجعلك تشعر وأنت على متنها بأنك على متن مركبة دفع رباعي فاخرة.
وفي الختام وبعد كل ما تقدم، لا بد لنا أن نؤكد على الامر التالي وهو أنه في حال كنت تبحث عن مركبة دفع رباعي عائلية بسعرٍ مدروس فإنّ أكس ترايل هي إحدى خيارتك القوية.